بدون عنوان ٤

كان منظر وجهي حزيناً حيث يكثر الشحوب، في هذا المنظر المتوحش المتجهِّم الأجرد لشيئاً يقبض الصدر ويمزق القلب، منذو يومين في صراع مع الحُمّى حتى تجرأت عليّ وأيقضتني لتخوض نزالاً آخر، وأنا كقشةٍ تحت إبط الموج عالق ، أطلقت عدة رصاصات إنقضت ساعه وساعة أخرى لم يكن الأستاذ بنادول ذا فائدة والشيخ الكبير المدعو بمضاد، لم يحرّك ساكناً ، تلك إذا هدية الفقير للفقير،هبطت وحدي وهم مثنى ، تتجسس متجهة وكأنها تبحث عن فوضى تقوم أو مذنب يُعاقب ، خاضت وعثت كمن مسّه طائف من جنون. ولكنه لايجرؤ أن يلتفت. إنه يود لو يدافع عن نفسه. سيكون هذا مسلِّيا … ولكن المنظر أليم محزن رهيب.

بعيدا عن ماسبق في كل إنسان عالم خاص جداً، لايشبه شيئاً ولايشبهه شيء. هو عالم له عاداته، وله زيّه، وله قوانينه… كل مافيه خاص إنه منزل الحياة فيه لاشبيه لها والأحياء فيه ليس لهم نظراء.
ماسأطلبه منك لاقيمة له عندك، ولكنني أحرص عليه كثيراً، لاتحاول أن تحرز مايفكرون فيه بغية قتل الوقت! يجب أن يحاط هذا المنزل الميت الحي بجميع أنواع الإحترام وعلى سكان هذا البيت أن يتواروا عن جميع الناس، أن يختبئوا تحت الأرض، مالك هذا النُزل هو بالحقيقة لايحب الكلام ولايفتح فمه إلا في حالات نادره، إذا نظرت إليه رأيت هدوءاً ، إن قسمات وجهه متجمدة. 
ارتضى البقاء حتى الآن هادئاً فذلك يرجع إما إلى أن ساعته لم تحن وإما إلى أن تلك الساعة فاتت. 
مخرج لعله : محافظ على هدوئه ليظهر بمظهر الوقار وليسبغ على نفسه شأناً وخطراً، احتفظ بوقاره احتفاظاً كاملاً ، يعرف كيف يصمت حين يجب الصمت، يُحسن التأدب بالآداب الإجتماعية الراقية، أما ماضيه فكنا نجهله جهلاً تاماً.

أضف تعليقاََ