قصة ولادة بنت المستكفي، الأديبة الأندلسية ابنت الخليفة المستكفي بالله، اشتهرت ولادة بثقافتها الواسعة وانشأت مجلسًا للأدب يتلاقى به من هم أهله، وكان أبرز الزوار- في ناظريها كما سنعرف بعد- ابن زيدون فتعلق بها وتعلقت به .
دونوا الحب قصائد عذبة ، لكن دوام الحال من المحال ، فقد احب ابن زيدون جارية ولادة وأنشد بها القصائد فعاتبته ولادة قائلة :
" لو كنت تنصف الهوى ما بيننا / لم تهوى جاريتي ولم تتخيرِ
وتركت غصنًا مثمرًا بجماله / وجنحت للغصن الذي لم يثمرِ
ولقد علمت بأنني بدر السما / لكن دهيت لشقوتي بالمشتري ".
وقد قال فيها ابن زيدون حلو الغزل والكلام فأنشد فيها قائلًا :
" يا أخا البدر سناءً وسنى / حفظ الله زمانًا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم/ بت أشكو قصر ليلي معك"
سُجن ابن زيدون ، وأبعد عن معشوقته ولادة ، فكتبت وهو في السجن ما تعرف بنونية ابن زيدون وأشهر بيت فيها :
" أن الزمان الذي ما زال يضحكنا / أنسًا بقربهم قد عاد يبكينا"
ويقال أنهما لم يلتقيا بعد ذلك ، ويقال أن ولادة قد كتبت على قبرهِ
" أغار عليك من عيني ومني / ومنك ومن زمانك والمكانِ
ولو أني خبأتك في عيوني / إلى يوم القيامة ما كفاني " .
-@bayader_ss ( بتصرف)